لفتت صحيفة "الشّرق الأوسط"، إلى أنّ "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أفاد في لقاء مع مجموعة ضيّقة من الصّحافيّين في "البيت الفرنسي - اللّبناني"، بأنّه تحادث سريعًا مع الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الّذي قال له إنّ "لبنان في قلبي ولن يخرج منه". كذلك أبدى حرصه على مواصلة الاهتمام بالملف اللّبناني المقبل على استحقاقات عديدة، منها ملء الفراغ على رأس المؤسّسات اللّبنانيّة، من خلال إجراء الانتخابات الّتي حُدّد لها موعد في التّاسع من الشّهر المقبل. وشكر الرّاعي الرّئيس الفرنسي، لما أبداه إزاء لبنان وللرّعاية الّتي خصّه بها، وقال له: "هذا واضح من خلال كلّ مبادراتك".
وأشارت، إلى أنّ "الرّاعي تبادل أيضًا الحديث مع مستشار الرّئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب، مسعد بولس، الّذي أبلغه أنّه "يخطط للذّهاب إلى لبنان"، ولكن من غير أن يحدّد موعدًا لذلك. ووفق البطريرك، فإنّ ترامب أشاد بقوّة بمستشاره الخاص، واعتبر أنّ بولس "سيكون له تأثير قوي على سياسة ترامب" إزاء المنطقة بما فيها لبنان".
وتحدّث الرّاعي، خلال لقائه مع المجموعة الصّحافيّة، عن الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وأبدى ثقته بأنّ الموعد الّذي حدّده رئيس مجلس النّواب نبيه بري سيكون مثمرًا، بمعنى أنّ "الطّبخة نضجت". ورفض الخوض في أسماء المرشّحين للرّئاسة، لكنّه رأى أنّ "هناك أسماء صالحة للمهمّة". وإزاء تعدّد الأسماء، وَجد أنّ "الأحزاب يمكن أن تصل في نهاية المطاف إلى اسمين أو ثلاثة، يتمّ الاقتراع عليها في الجلسة المرتقبة".
ونفى، في لقاء آخر مع مجموعة مختلطة من الفرنسيّين واللّبنانيّين، أن يكون هناك للكنيسة المارونيّة مرشّح تزكية، مؤكّدًا أنّه "ليس لنا مرشّح، لكنّنا نعرف جميع المرشّحين والأسماء المطروحة جيّدة. وليس دور الكنيسة أن يكون لها مرشّح"، بحسب ما نقلت عنه "الشّرق الأوسط".
وعبّر عن إحباطه لأنّه لم ينجح في الجمع بين القيادات السّياسيّة، ومنها القيادات المسيحيّة، منذ عام 2019، موضحًا أنّهم يتذرّعون بأنّ "الوقت غير مناسب"، لكنّ السّبب الحقيقي أنّ لهؤلاء القادة "مصالح خاصّة" يدافعون عنها. وحضّ السّياسيّين اللّبنانيّين على أن "يغيّروا ما في أنفسهم، لأنّهم يتحدّثون لغة غير لغة الشّعب".
ولا يبدي الرّاعي تخوّفًا من القادم من الأيّام، مركّزًا على أنّه "لن تكون هناك نتائج سلبيّة، إذ أنّ اللّبنانيّين يتوقون للعيش بسلام، إذ أنّ هذه هي ثقافتهم وسيكونون على وئام، والدّليل على ذلك أنّ المسيحيّين استقبلوا النّازحين وفتحوا لهم بيوتهم، وأنا أؤكّد أنّنا ذاهبون لحقبة جديدة من السّلام".
وشدّد، بحسب "الشّرق الأوسط"، على أنّه "يتعيّن أن يتوقّف "حزب الله" عن اتخاذ قرار السّلم والحرب منفردًا، إذ أنّ قرارًا كهذا يخصّ اللّبنانيّين كافّة". أمّا بالنّسبة لاتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار، فأعرب عن أمله بألّا يكون لستين يومًا فقط بل يكون "دائمًا"، مكرّرًا تفاؤله بأن "يحلّ السّلام وأن يعود النّازحون إلى بيوتهم". ورأى أنّ الخلافات "بين السّياسيّين وليس بين اللّبنانيّين"، موجّهًا مرّة أخرى، الشّكر لفرنسا "لوقوفها إلى جانب لبنان في الأيام الصّعبة".